gallouj عضو جديد
عدد المساهمات : 8 نقاط : 5173 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 34 مكان الاقامة : tanger
| موضوع: إستغلال الدين من أجل إقصاء كل ما هو أمازيغي الخميس 14 أكتوبر - 3:32 | |
| لقد نهج المستعمر عدة طرق من أجل غزو شمال إفريقيا ، ففي البداية إدّعى بأنه جاء لنشر الإسلام و إخراج الناس من الظلمات إلي النور. لكن نيته لم تكن كذلك ،فنية المستعمر هي إستغلال خيرات البلد الأصلي. فعندما أتحدث عن إستغلال الدين لا أتحدث عن الدين الذي أتى به الرسول صلى الله عليه و سلم ، بل ما أضافه القوميون العرب من بدع و خزعبلات.إستغل القوميون العرب النسب الشريف من أجل الحصول على المقاعد و الكراسي في السلطة و في مختلف الميادين. إدّعى العرب الوافدون على تامازغا بأنهم من سلالة الرسول و أنهم أهلة و أولي بالسلطة و الحكم . و كما يعرف الجميع أن الأمازيغ على مر الزمان كرماء، يكرمون الضيف ، فقاموا بضيافة العرب الوافدين من شتى المواقع و من الجزيرة العربية بالخصوص طمعا في خيرات شمال إفريقيا . ففي الوهلة الأولى إدعوا نشر الإسلام ثم إدعوا النسب الشريف إلي أن وصلوا الحكم. فالأمازيغ رضوا كلهم بذلك . و ظن المساكين أن هؤلاء القوميين سوف يحكمون بالعدل و بما أنزل الله . لكن المشكل بدأ بعد حكم القوميين العرب على الأمازيغ، و المتمثل في إقصاء كل ما هو أمازيغي و ذلك بادعائهم بأن اللغة العربية لغة أهل الجنة و اللغة الأمازيغية لا دور لها و أن الدين الإسلامي أتى باللغة العربية . و من ثم قاموا بنهج السياسة الخبيثة و المتمثلة في سياسة التعريب، تعريب شمال إفريقيا بكل مكوناته، الإنسان ، المكان، المحيط ، … أهذا هو إسلامكم الذي تتبجحون به ؟ و من أين تستندون لقواعدكم و سياساتكم ؟ أين دفنتم قوله تعالى : “و من آياته خلق السماوات و الأرض و إختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين”. لا أدري لماذا قام القوميون العرب بإضافة اللغة العربية إلى أركان الإسلام الخمسة ؟ يعني على حد قولهم إذا أردت أن تكون مسلما يجب عليك أن تكون عربيا، كما يجب عليك أن تنسى حضارتك ، و ثقافتك بل و هويتك كلها من أجل معانقة إسلام القوميين.و هذا ما أنزل الله به من سلطان. سوف يسألون عن كل صغيرة و كبيرة، سوف يسألون عن تعريب شعب بأكمله ، فحكمته تعالي قضت أن يكون شعب تامازغا شعبا أمازيغيا ، فلما التعريب ؟؟ ألا يعتبر هذا شرك بالله تعالي و تغيير في خلقه.إن الله تعالي جعل مقياس التفاضل بيننا التقوى، حيث يقول عز من قائل :”إن أكرمكم عند الله أتقاكم” و لم يقل إن أكرمكم عند الله أعربكم ، حاشا ثم حاشا. و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول:” لا فرق بين عربي و لا عجمي إلا بالتقوى” .فالتقوى لا تتمثل في اللغة العربية و لا في لغة أخرى. فكما قسم الله الرزق بين الناس، هذا غني و هذا فقير، و خلق الناس بإختلاف ألوانهم ، جعل لكل شعب لسانا يميزه. فكيف تريدون منا أن نمحي كل ما بناه أجدادنا الأمازيغ و أن ننسى كل ما له صلة بالأمازيغية كي نصبح و نكون مسلمين أمثالكم؟ و هل هناك آية من آيات الله آو حديث من أحاديث النبي عليه الصلاة و السلام يأمر بذلك؟ لا ثم ألف لا. فالإختلاف و التعدد حكمة إلهية أرادها الله في أرضه . كفاكم من تشويه ديننا الحنيف. و ما النسب الشريف إلا مكيدة و خدعة إختلقها العرب من أجل الوصول إلى الحكم.
رجوعا إلى التعريب، كيف يعربون أماكن كانت تحمل دلالات أمازيغية و ذات معني فأعطى لها القوميون أسماء لا تحمل دلالة و لا معنى لنأخذ على سبيل المثال : تطوان ـ شفشاون ـ المغرب ـ …أتحدى أي قومي أن يؤتينا بمعاني هذه الأسماء المعربة ؟؟ في حين نجد الكلمات الأصلية تحمل دلالات مستقاة من الثقافة الأمازيغية كتطاوين و معناها العينين ، أشاون معناه القرون نظرا لموقعها الجغرافي إذ أن هذه المدينة تتواجد بين جبلين، و الجبلين شبها بقرون البقر، وأمور أكوش معناها أرض الله.
لا أدري ما السبيل … كل ما نادينا بحقوقنا اللغوية و الثقافية إتهمونا بدعاة التفرقة و بالمعادين للدين الإسلامي و للغة العربية ، بل البعض يذهب إلى إتهامنا بالملحدين و كأننا ندين بدين غير الإسلام ، كل هذه الإتهامات لا لشيء إلا لأننا أمازيغ ، و رفضنا التعريب، و نعشق الحرية و لا نحب الظلم لا لأنفسنا و لا لغيرنا، و نتضامن مع كل الشعوب المضطهدة في العالم .ودعونا ممن يتضامن مع فلسطين و ينسى بنو جلدته و مجتمعه. أنا لا أقاطع من يتضامن مع فلسطين بل أنا بصفتي أتضامن مع فلسطين و أريد الحرية للشعب الفلسطيني لكن أتحدث عن المتضامنين مع فلسطين و ينسون إخوانهم المضطهدين و الممتحنين في كل بقاع تامازغا بصفة عامة و المغرب بصفة خاصة، آيت عبدي ، أنفكو ، تماسينت ،…الذين يتعرضون للتهميش و الفقر و يموتون جوعا من جراء الكوارث الطبيعية المتمثلة في الفياضانات و الزلازل و البرد القارس .ألم يقل الله تعالى :” إنما المسلمون إخوة”.أم أنهم لا يتضامنون مع الشعب المغربي لأنه شعب أمازيغي. هل الأخوة تدعي و تتطلب منا تغيير و نسيان لغتنا الأم ؟ من هنا يتبين على أن تضامن هؤلاء القوميون على أساس عرقي لا أقل و لا أكثر. لنفترض أن أحدا منا خرج من باب منزله فوجد الأزبال في الباب ثم نظر إلى باب الجار فوجد عنده الأزبال أيضا في بابه. ترى هل هذا الرجل سوف يبدأ برمي الأزبال الموجودة بباب جاره أم ببابه ثم يذهب لرمي الأزبال الموجودة لدى باب جاره. هذا ما ينطبق مع من لا يتضامن مع نفسه أولا ، هو بحاجة لمن يتضامن معه ، و هو يتضامن مع أناس تبعدنا عنهم المسافة ملء بين السماوات و الأرض.إذا كان تضامنهم على أساس ديني فلماذا لا يتضامنون مع الشعوب الأخرى المسلمة ، هناك شعوب مسلمة أيضا في حاجة للتضامن . و الله إقصاء بالجملة لكل ما هو أمازيغي.
أما في ما يخص تدريس اللغة الأمازيغية فحدث و لا حرج. لا وجود لشيء يدعي اللغة الأمازيغية. فلقد إعتبروها لغة الإستئناس و كأنها لغة آتية أو وافدة علينا من المشرق ، حتى أن الكثير من بنو جلدتنا يتساءل عن أية لغة تتحدثون ؟ ماذا يقصد بالأمازيغية ؟ أنا أتقن الريفية ، لكن لا أفهم اللغة الأمازيغية ؟ من هنا يتبين أنه هناك قصور في الوعي بذاتنا الأمازيغية .فالأمازيغي لم يع بذاته بعد . لكن إجمالا هناك وعي و هناك مناضلين يناضلون عن القضية الأمازيغية و هناك تقدم في الشأن الأمازيغي رغم التهميش الذي يتعرض له الأمازيغ في كل بقاع تامازغا.و ما الإعتقالات التعسفية التي لحقت مناضلي القضية الأمازيغية الا إعلانا عن وجود ويقظة أبناء تامازغا.و ما إعتقال و سجن مناضلي الحركة التقافية الأمازيغية حميد أعظوش و مصطفى أوسايا إلا إعلانا عن تشبثهم بهموم و قضايا الشعب الأمازيغي و كذا دليلا على مدى جرأتهم و شجاعتهم و سيرا على نهج و درب شهداء القضية الأمازيغية الذين ضحوا بالغالي و النفيس من أجل كرامة الشعب الأمازيغي و تحريره من قيود الإستعمار.
حكم عليهم بعشر سنوات لا لشيء إلا لأنهم قالوا لا لسياسة التعريب ، لا للتهميش ، لا للتفقير ، لا سلب الأراضي، لا للتهجير لا ثم ألف لا.
قد يقول البعض ممن في قلوبهم مرض أن العنوان لا صلة له بالموضوع. أقول أليس هذا هو واقع الأمازيغ ؟أليس الأمازيغ ما زالوا مهمشين ؟ ما موقع شهداء جيش التحرير و المقاومة المسلحة ؟ و أين هي أعيادنا ؟ متى يخلد ذكرى وفاة شهداء الشعب المغربي الحقيقيين ؟ متى ندرس التاريخ المغربي الحقيقي و الصحيح ؟ بل متى يكتب ؟
الأمازيغ يستعملون اللغة العربية للتعبير عن مشاكلهم و ما بداخلهم رغم أن الترجمة كما يقال خائنة لكن المهم هو المِساَجْ يُوصَلْ و التواصل مع الآخرين. و من يقول أن الأمازيغ يكرهون و يعادون اللغة العربية فإنهم مجرد أناس يصطادون في الماء العكر لا يعون ما يقولون و يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو، و في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. تهم مجانية تعرض في حقنا بالعشي و الإبكار . إلى متى يستمر هذا التهميش ؟ أما في ما يخص منع الأسماء الأمازيغية فهي قصة أخرى و تتطلب نقاشا آخر.بإختصار شديد ، الإسلام شرع لنا أن نختار إسما لأبنائنا و أن يكون لا يمس بالمقدسات و لا يخدش الدين الحنيف.فتأملوا الأسماء التالية : تازيري ـ إثري ـ سيفاو ـ مازيغ ـ يور ـ أمناي و اللائحة طويلة في حين نجد العرب يسمون أبناءهم بأسماء لا قيمة لها بل تقدم كأنها لعنة لأولادهم مثال نهاد و لبنى و…
مشكلنا نحن كأمازيغ ليس مع العرب و لا مع اللغة العربية و لا مع الدين الإسلامي.فالعرب ضحايا أمثالنا وهم إخواننا يجمعنا بهم الدين لا أقل و لا أكثر، أما اللغة العربية فهي مكسب لنا ، فهي لغة نحترمها و نقدرها كباقي اللغات و ذر الذين يدعون بتقديسها و ما إلى ذلك من خرافات و خزعبلات ، فيما يخص الدين فمعظم الأمازيغ يدينون بدين الإسلام . لكن مشكلنا مع النظام القائم و السائد الذي لا يعترف بنا ، نحن شعب بلا دولة ، شعب تائه ، و اللغة الأمازيغية لا سلطة لها ، و كل الشعوب يحسبوننا عرب.
أحلامنا تتجلى في ممارسة هويتنا الأمازيغية ، في طباشير يكتب لغتنا على السبورة ، في مدرسة تعلمنا و لا تعتمنا ، في تلفزة نحن برامجها لا أن تعد بنا برامجها ، في دستور يعكس الأرض و تاريخها.
المؤرخ البريطاني هوبل يقول :” إذا أردت أن تلغي شعبا ما ، تبدأ بشل ذاكرته التاريخية ، ثم تلغي ثقافته و تجعله يتبنى ثقافة غير ثقافته ، و تخترع له تاريخا آخر غير تاريخه و تجعله يتبناه ، عندئذ ينسى الشعب من هو ، و ماذا كان ، و بالتالي ينساه العالم “. هذا بالتحديد ما فعله القوميون العرب بالأمازيغ.
المرسل: علي كلوج مسلك الدراسات الإنجليزية بموقع تيطاوين http://afrapress.com/475.html | |
|