السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزواج في منطقة سوس ماسة
سبعة أيام وسبعة ليالي ٠٠ هي ثمغرا ( العرس ) الامازيغي - موكب شعبي يحمل الهدايا ويتقدمهم النساء بالزغاريد
يكتسي الزواج في منطقة سوس ماسة ,على غرار باقي مناطق
المملكة ,فضلا عن بعده الديني صبغة الحدث المتميز باعتباره رابطة تجمع بين أسرتين .
ولذلك فإن اختيار زوجة المستقبل يخضع لمجموعة من القواعد التي توليها أسرة الزوج كل الاهتمام. ففي البلدات الواقعة في قلب منطقة ماسة تفوض صلاحيات"البحث " عن زوجة المستقبل لاحدى سيدات البلدة المعروفة بحكمتها وسيرتها الحسنة. وبعد أن يقع الاختيار على الفتاة "المحظوظة" تتوجه المرأة التي أوكلت اليها مهمة الاختيار الى منزل الفتاة دون أن يعلم أهلها بموضوع زيارتها بهدف معاينة مستوى عيش الأسرة ومدى احترامها للعادات والقيم ومدى اتقان المرشحة للزواج للأشغال المنزلية ( تافروخت تشطر ..أي شابة قادرة على تحمل مسؤولية البيت).
وبعد أن يصبح الاختيار نهائيا وتعطي المرأة "الضوء الأخضر"لاسرة العريس تقوم هذه الاخيرة بالاستعدادات اللازمة لحفل الخطوبة في غياب الشاب المعني. ويتمثل هذا الحفل في تقديم كمية من التمر وأربعة من (قوالب) السكر لاعلان الخطوبة كما يتم خلال هذا الحفل الاتفاق على باقي مستلزمات الزفاف بين الاسرتين.
وتقضي العادة بأن تقدم أسرة العريس للخطيبة ,مباشرة بعد الاعلان عن الخطوبة, كيسا من القمح يحمل على ظهر جمل.وتشتمل الهدايا الاخرى على أزياء مطروزة وحلي تقليدية من الفضة . كما أن اسرة العريس مطالبة باهداء حذاء تقليدي
(الشربيل والبلغة)
لكل افراد اسرة العروس
(الاب الام الاخوة والاقارب).
وبعد الانتهاء من الاجراءات المتعلقة بالمهر وهو عادة مبلغ مالي متواضع وتحديد موعد الزفاف تعلن تعبئة عامة وسط كل أسر وافراد الدوار لمساعدة أسرة العريس .
ويجري الاحتفال بالزفاف وفق تقاليد خاصة حيث تتوجه العروس الى بيت الزوجية على صهوة جواد يملكه أحد اعيان البلدة وسط أهازيج وزغاريد المرافقين للموكب.
وبعد وصول الموكب الى بيت العريس يشرع افراد الاسرتين والاقارب في ترديد اغاني وعبارات الترحيب معلنين بذلك عن انطلاق الاحتفالات التي يحضرها النساء دون الرجال.
أما في المناطق الجبلية بآيت باها وإداوتنان فان اختيار زوجة المستقبل من صلاحيات الرجال . فالاتفاق يتم بين اب العريس واب العروس كما أن الاتفاق على باقي الاجراءات المتعلقة بالزفاف يتم في غياب المعنيين الأولين بالحدث.
فبعد اتفاق الرجال يتم إخطار أم العريس للاعداد للخطوبة التي تتمثل في تقديم السكر والحناء وألبسة وحلي للعروس وكذا ملابس لابويها.
ويتعين ألا تتجاوز المدة الفاصلة بين الخطوبة وعقد القران عشرة أيام تقريبا. ومباشرة بعد عقد القران يتعبأ افراد الاسرتين للاعداد للزفاف.
وبعد اصطحاب العروس الى بيت الزوجية وسط اهازيج واغاني يستمر الاحتفال طيلة الليل لكنه يقتصر دائما على نساء القرية وقريبات العريس والعروس.
وحسب التقاليد فإن العروس تقضي اسبوعها الأول داخل البيت ثم يقدم لها ولمرافقاتها خلال اول خروج لها في اليوم السابع " فطور" من "سميدة الشعير" وزيت اركان وزيت الزيتون والعسل. وجرت العادة أن تتوجه العروس اولا الى أقرب مورد للمياه (عين أو بئر او وادي) للقيام بأخر طقس في حفل الزفاف (السقية).
واذا كانت طقوس حفل الزفاف بالمغرب قد تأثرت بالتحولات المرتبطة بالحياة العصرية فان المناطق الواقعة في قلب سوس ماسة والجبلية منها على وجه الخصوص حافظت على بعض التقاليد العريقة التي تشهد على تمسك سكان هذه المناطق بخصوصياتهم وهو التمسك الذي يدل على الدلالة الدينية للزفاف لدى هؤلاء
( كما تنص على ذلك الشريعة ) ووظيفته كعامل توازن في المجتمع .
فسكان هذه المناطق يتمثلون الزواج كعامل لتكريس التلاحم العائلي حيث الأب هو المرجع في كل الأمور . فهو الذي يقرر في مشروع زواج ابن أو بنت وكأنه بذلك يريد أن يتأكد من ضمان استمرار إسم العائلة